قطب ذلك البيت وعالمه، وصدره الذي به أينعت معالمه. قام مقام أبيه بالفضل بعده، فصدق فيه الدهر قوله ووعده. فهو حلية الدهر العاطل، وسحاب الكمال الهاطل. جملة جمال الأدب وتكملة كمال العجم والعرب قمر وجه الأرض البسيطة، وكف راحة الأرض المبسوطة، سباق غايات الحكم، وحامل رايات الكرم. فلا فضل إلا وإليه انتسابه، ولا علم إلا وإليه انسيابه.
من جمعت فيه العلى ... وتوفرت فيه الدواعي
سبقت أنامله الأنام ... فأحرزت قصب اليراع
شيخ العلم وفتاه، ومبدأ الكمال ومنتهاه. الذي أشرق للعلم بدرا، وغدا للإفادة بحرا. فهو غمام الفضائل. وسحاب الأنامل.
فتى البيان، وواحد الأعيان، المطاول لقس وسحبان. من أنارت به نجوم المعالي وأقمارها، ودانت له رجال الفضائل وأخيارها وارث الفضائل من أربابها، وداخل بيوت المعارف من ابوابها
(١) ذكره ابراهيم فصيح الحيدري في (عنوان المجد ١٢٨) وعد له جملة من تآليفه، غير انه سكت عن ذكر تاريخ وفاته. فمن مؤلفاته حاشية على شرح عصام الدين على رسالة البيان وغيرها.».