ورحل الى بغداد وتخرج فيها. وروى عن رجالها، وفاق اقرانه، ثم اتصل بخدمة صاحب بغداد وانصلح حاله، وزالت ضرورته، ومكث كاتب العربية مدة. ثم قدم الى الموصل وقد صار له اسم وصيت وحال، فمكث قليلا فيها فلم يجد بها قبولا، فرحل الى القسطنطينية، واتصل بأهلها فحصل له الحظ الأوفر، والجاه الرفيع. وانتقل في الخدم، وترقى في المراتب وجالس شيخ الاسلام وقضاة العساكر. وصارت عنده ثروة زائدة، وحشمة وافرة، وقصده الناس في حوائجهم ومطالبهم. ثم طوى الزمان ذكره، واخمد نائرته، وصرم حبله، واورده منهل المنية في القسطنطينية قبل تاريخ التحرير بنحو ثلاث سنين. (ثم ذكر له بيتين من الشعر وآخرين من الدو بيت ذكرها صاحب الروض) كما ترجم له صاحب غاية المرام فقال عنه: قرأ على الملا السوسني، ثم على العلامة السيد موسى الحدادي ثم سافر الى بغداد، وقرأ على العلامة الملا عيسى. ثم على والده صبغة الله أفندي الحيدري، واتصل بخدمة والي بغداد الوزير سليمان باشا، وصار عنده كاتب العربية، ثم استعفى من تلك الخدمة، وعاد الى الموصل وسافر الى الروم، وعام في تلك التخوم، وأظهر فضله المعلوم، واتصل بخدمة الرجال وبين فضله في ذلك المجال، ونال الحظ الوافر، والخير المتكاثر، وصار صاحب حشمة ووقار، وشاع ذكره في الامصار. ولم يزل يترقى في الرتب حتى ولي «التفتيش» وتقدم وما تأخر. واصبح محط الوفود الى ان أدركه الحمام، فمات في اسلامبول سنة ثمان وتسعين ومائة والف. (ثم ذكر شيئا من شعره) وترجم له ايضا في كتابه قرة العين. بنحو هذه الترجمة.