وكان حسن السمت، طلق الوجه في بشاشة ودماثة أخلاق، وسهولة جانب، لين عريكة، وعبارات فصيحة. أخذ العلم عن الشيخ الموصل، وروى الحديث ودرس فيه. وحضرت مجلسه فما كان عليه قصور سوى خفة الضبط، ومجاوزة القوانين العربية. وللناس فيه اعتقاد، وله عندهم قبول، الى أن مات سنة ثلاث وسبعين ومائة والف.» ثم اورد له قطعة دالية. وترجم له محمد خليل المرادي في سلك الدرر (٣: ١٤٦) فقال: «عبد الوهاب الموصلي الشافعي الامام في حضرة النبي جرجيس عليه السلام. ولد في سنة تسع وعشرين ومائة والف. ونشأ بالموصل، وقرأ بها. وكان رحمه الله تعالى خطيبا مصقعا. وبليغا ملسنا، حسن الكلام، حلو النظام، ذا فصاحة ونطق، وبلاغة وصدق. وكان عارفا بامور الناس وأحوالهم، فكان يلاقي كل انسان بما يقتضيه حاله، ويناسبه مقامه، مع طلاقة وبشاشة وخبرة تامة. وكان عنده من كل فن نبذة، ومن كل ظرافة فلذة. وكان أولا اماما بالحضرة الجرجيسية وكيلا من جهة ابن أخيه، ثم عزل فصيره الوزير المكرم محمد امين باشا امام جامعه وخطيبه وواعظه. وولاه المدرسة أياما بعد موت ملا أحمد الجميلي ثم عزله، وولاها للسيد موسى العالم المشهور. وله شعر لطيف» وبعد ان ذكر منه ثلاث مقطوعات قال: «وحج صاحب الترجمة في سنة خمس وستين ومائة والف. وكانت له لطائف عديدة. وظرائف مديدة. وكان يدعى أنه اجيز له رواية الحديث. وربما روى الحديث بسنده متصلا ومعنعنا ومسلسلا. وكان حسن الوعظ، جيد المباحثة.