للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد مشايخنا الشيخ إسماعيل (١)

رافع راية العلوم، ومعمر دارس أطلال معالم الكمالات وتلك الرسوم. فخر الإسلام، المعول عليه في كل المهام. بدر هذا القطر، ونمو كل زهر. طويل الباع، الكثير الاتباع، فقيه الزمان واحد البيان، الذي تقلدت الأيام مناقبه، وسارت في الفضائل ركائبه.

سيد مفرد بكل الخصال ... واحد الفضل والعلى والكمال

لاح بدرا، فأوسع صدرا، وفاح ندا وعطرا. منحته الإفادة منابا، وأرشفته السعادة رضابا.

قضى أوقاته مع الوالد، فكان له المنجد المساعد، والزند الذي لا يكون بدونه ساعد. اتخذه لنا مؤدبا، ولحلي معارفنا صائغا مذهبا. فكلنا قرأنا عليه، وجثونا بين يديه. فهو الهمام اللبيب.

الذي لم يكن له في الدنيا نصيب. مات كما ولد، ولم يعرف اللذة كيف ترد. فقضى نحبه، ولقي بالخير ربه. رحمه الله تعالى آمين.


(١) ترجم له صاحب منهل الأولياء (١: ٢٧٢) فقال: الشيخ اسماعيل بن ابي جحش شيخ الوالد كان.
عالما ملازما للسنن، عاملا بالكتاب والسنن، زاهدا ورعا. قرأ على شيوخ الموصل، وعلى مشيخة الأكراد ورحل في طلب العلم، وحصل منه النوادر العقلية والنقلية. وكان منقطعا معزولا عن الناس، لا يعاشر الملوك والأكابر ولا يؤانسهم. لم يتزوج. ومات في سنة نيف واربعين ومائة والف.
وذكره الدكتور داود الجلبي في مخطوطات الموصل (ص ١٤) فقال الشيخ اسماعيل بن ابي جحش. درس في مدرسة جامع العمرية. كان منقطعا عن الناس لا يعاشر الحكام والاكابر. ولم يتزوج توفي سنة نيف واربعين ومائة والف.
اقول: وممن درس عليه من المشهورين خير الله بن محمود العمري كما ذكر صاحب منهل الاولياء والشيخ موسى الحدادي الذي سيترجم له صاحب الروض. وعبد الباقي بن احمد التاجر الذي سيترجم له ايضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>