وتحسده البدور على سناه ... ويكفيه الوقار عن الضياء
أبرع من سبك الألفاظ في قوالبها، وأبدع من ركب أسنة المجد في ثعالبها، وارق من نسيم هب على مروج الكمال، وأدق من ضياء أشرق في ظلام الليال. خطة العلم والحجا، وحلة الآمال والرجا. الصاعد إلى هضاب البلاغة، والراكب صهوة المجد البالغ منه الفضل ما لم يبلغ أحد بلاغه. مطلع شمس الإعجاز وقمره، ومدام كأس الإفصاح وسمره. ذو الفضل الذي شهد له الزمان بالتفضيل، والمجمل في الكلام الذي لم يكن لكماله تفضيل
شيخ الأدب وشابه، ونجد الكمال وهضابه، غرة طلعة الزمان، وتوقيع كتاب الأمن والأمان. سقى روض الفضل بماء بشره، وملك أزمة عنان الكمال بعشره، فهو نتيجة الآداب الذي كل كلمة منه بكتاب. فيه تفخر الرجال وتصعد إلى هام الفلك، ومنه تكتسب الآمال ويتميز بين الضياء والحلك. وهو الذي بلغ هام السماك بجده، واستهزأ بشبا الحسام وحده.
شهدت له بسباق الكمال ميادينه، وبنظام اللآل معانيه ومضامينه.