هذا الذي تقتبس أنوار الأدب من مشكاة كماله، ونطلب أطوار ذوي الألباب من طور معارفه وافضاله. ملأ الآفاق ضياء ونورا، وأفعم الأقطار علماً رائقاً وفضلاً مأثورا. ذهب بفضله ديباجة اللطائف، وهذب بكماله أقداح المعارف وزجاجة الظرائف. مكانته من العلم حيث يستبين الناظر الهلال، ومحله في الفضل محل الأقمار في الليال.
درة ركبت بتاج المعالي ... غرة أشرقت بوجه الزمان
عالم وهو عالم يتراءى ... للبرايا في صوره الإنسان
اقتنص ببلاغته الفوائد. وتناول بفصاحته الفرائد. عطر مشام الناشقين للأدب بعرف فضله. ونشر ألوية الكمال على المتطلبين للرتب بلطف وبله. جبل عربية في المشكلات يؤوى إليه. وطود كمالات يحام حوله ولا يرقى عليه. ألقت المراتب عليه أفلاذها.