للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر الخطيب

أبو بكر خطيب جامع المرادية.

هذا الخطيب الذي ضمخ في المعارف طيبا. فغدا لكل أحد من أهل الكمال حبيبا، ففاح نشره، ولاح بشره، وتضوعت نوافح النوافج بخطبه، ووضحت مناهج المباهج بأدبه. ففضله جلي، ومكانه من المواعظ علي، وصوته يذيب الجلمود. ونغمه يغنى عن نغم داود. أحلى من الشهد والسكر، وأعبق من الند والعبهر. صبيح الوجه والصورة، مليح البهجة والسريرة. مشكاة الزهد والصلاح، ومصباح التقوى والنجاح.

مآثر الفضل فيه غير خافية ... كأنها علم في رأسه نار

له بكل مقام في العلوم سنا ... كذاك في صحف الآداب آثار

فهو نعم الرجل، لم يكن له في خطابته مثل. قد جمع بين الزهد والأدب. وحسن الخط والأدب، وله في الصلاح مقام، كبدر التمام. وله علي حقوق لا تقبل الانصرام فرحمة الله على تلك الروح والعظام.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>