(٢) هو ثاني من ولي الموصل من الاسرة الجليلية. وهذه الاسرة تنتسب الى جدها الأعلى عبد الجليل أغا ومنه اخذت نسبتها. وقد حكمت هذه الاسرة الموصل زهاء قرن من الزمان ولد عبد الجليل أغا جد هذه الاسرة في مدينة ديار بكر في حدود سنة ١٠٣٠ ويظهر انه كان من أسرة غنية ذات تجارة. فعمل عبد الجليل بالتجارة ونال شهرة كبيرة بها وكانت أكثر تجارته مع الموصل وبغداد تنقل في نهر دجلة. ثم انتقل الى الموصل. ولما كان صادق القول، وفي العهد كريم الخلق. سخي اليد طالت ثروته وزادت شهرته، واصبح موضع الاحترام والتكريم والتعظيم في الموصل وبغداد وغيرهما من البلاد التي كان يتعامل مع تجارها وكبرائها، وتوفي في الموصل بعد ان اصبحت اسرته مطمح الانظار وموضع الاكبار. واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته فقال صاحب الدر المكنون انه توفي سنة ١٠٩٢ هـ وقال غيره انه توفي في حدود ١١٠٠ هـ. وقد انجب خمسة ذكورهم: ابراهيم واسماعيل وصالح والحاج يونس والحاج خليل وكانوا كلهم كما يقول صاحب منهل الاولياء (١: ١٤٢) «ذوو شهامة ورياسة، واخلاق حميدة، على الخصوص منهم اسماعيل باشا وابراهيم آغا. كان لهم عناية بالفقراء، وارباب الصنائع، يدافعون عنهم ويحامون، ويسعون لهم بالمصالح، وإزالة المظالم، وتبديل البدع. فظهر اسمهم، واعتلا رسمهم، واشتهرت في رجال الدولة أخلاقهم الحميدة وآراؤهم السديدة». كان ابراهيم أغا صاحب خيرات كثيرة وعناية بالفقراء وبنى هو وأخوه اسماعيل باشا وابراهيم آغا جامع الأغوات في الموصل. وسعى في رفع كثير من المظالم عن أهل الموصل. والبدع الجديدة التي ابتدعها الحكام حينئذ. منها بدعة ما يسمى القسامية التي كان يأخذها القاضي من أهل البيت اذ كان يموت الرجل منهم فيأتي القاضي الى بيت الميت ويحرر جميع ماله ويقيمه، ويأخذ من العشرين واحدا باسم القسامية. ومنها أنه إذا كان يغرق أحد منهم أو يحترق، أو ينهدم عليه جدار فيموت، كان الحكام يأخذون دية ذلك الميت من أهله. فسعى في إزالة هذه البدعة منهم. وحين توفي رحمه الله سنة ١١١٩ اضطربت الموصل لوفاته، وخرج أهلها جميعا، حتى أهل الذمة منهم لتشييع جنازته وأرخت وفاته «كان للخير محبا». وكان من آثار خليل آغا أن بنى المدرسة الخليلية سنة ١١١٤ في جامع الأغوات الذي أنشأه إخوته وكان-