وشيعه جمع غفير من الناس، وأسف عليه خلق كثير. فرحمه الله وحياه واسكنه غرف جناته.» ثم ذكر له ثلاثة ابيات حائية. وترجم له صاحب قرة العين فقال: «ملا علي الجفعتري الموصلي الحنفي. خطيب جامع العبد الية- جامع الحاج عبد ال- بالموصل المحمية. كان عالما فاضلا شاعرا بليغا فصيحا ناظما ناثرا. اخذ عامة علومه ومعلوماته عن الشيخ ملا أحمد الجميلي الموصلي. وله معرفة تامة بعلم التصوف عالما بلسان القوم واحوالهم. له اليد الطولى بالعزائم واخراج الجنة من المصروعين. توفي سنة اثنتين ومائتين والف ثم ذكر شيئا من شعره. وترجم له الغلامي في شمامة العنبر (٣١٠ - ٣٢٣) فقال: «علي الوهبي الشهير الجفعتري. شاعر الموصل وأديبها المذكور، واجل هذا المتأدب عن لفظة المشهور، فلا أقول شاعرها المشهور بل أقول على سيف سجعه مشهور ... صحبته زمانا طويلا، أياما كانت على هامة سلطنة أنسى تاجا واكليلا. ارتنى صحبته غالب ما قاله من النظم والنثر، وعاطاني سلافة أدبه لما أجرى بين يدي نهر مباحثه الغر، حتى خيل لي (اني) اشرب الراح فويق النهر. أتحف اهل الادب بانواع الملحقات بلزوم ما لا يلزم بأشرف تحف، حتى حسبوها جواهر مرصعة في تاج عنوان الشرف. الا انه كان في مبتدأ أمره يسلك مسلك لامية العرب، بلفظ هو لأهل الزمان غير مأنوس، لا يفهمه الا من كان معلقا صحاح الجوهري بخريطة في عاتقه متأبطا بالقاموس. ولا عتب عليه فان الوزير الصاحب ابن عباد كان مع جلالة قدره وطول باعه بالانشاء، يفتقر في الكلام ويروى وحشي اللغة في تحايا مراسلاته ... ثم هذبت الليالي هذا المذكور المترجم. وأخذ يبين اللفظ ويرقق الشعر. ورأى أن حباله الصيد أحكمها ما كان مفتولا من الشعر، وانشد بعد ان شد شوارد الرقة بعرى الانسجام، وقرب بمأنوس الفاظه ما بعد عن الأفهام. وعاطى باقداح الفاظه معاني ولا كالمدام.» ثم أورد له.