هذا الذي رقى إلى المعالي وصعد، وأتى معجز فضله بكل ما وعد فهو من الأدباء الفائقين، والفضلاء الكاملين الصادقين. والحكماء النجباء الحاذقين.
أربى عن التعداد فضلا واعتلى ... من حيث لا تحصى فضائله ولا
ملك الورى بفضائل وفواضل ... ومكارم حتى غدا متهللا
لم تسمح الأيام قط بمثله ... علماً تعمم بالنهى وتسربلا
فهو وإن كان عربي الطينة، فهو قسطنطيني المدينة. نشأ فيها وهو ذو شرف رفيع، وجناب أرفع من قبة الفلك منيع. وبها نشأ في هذا الأدب وانتشى. وفي حجر مرضعات أدبها حبا ومشى. فهو المشار اليه بالنباهة والذكاء، والمرموق بين أترابه بالمودة والذكاء.
يجول على نجب الذكاء بفكرة ... أبت في الذي يبديه إلا التناهيا
يفوق على أهل الزمان بفضله ... له الفضل فليقض الذي هو قاضيا
أعطى زمام الفضل إلى التسليم والرضا، فلعب به صولجان