صدر الجهابذة الأعاظم، ووجاه أكاسرة العلوم الأكارم المفرد المفضال في عصره والبدر المتلألئ في مصره. هلال تلك الرجال الأخيار. قمر تلك الأطلال والأمصار. وشمس ذلك الصبح والنهار. الذي أربى قدره على أهل العصر، وتميز بأنواع فضائله التي لا تحصر. فأصبحت فضائله راحة النفوس، ومآثره كالأعلام لا تخفى إلا على أكمه لا يعرف الشموس. فهو سنام الفضل وكاهله، وموارد العلم ومناهله.
قد أبصرنا أن العلم في واحد. وأنه روح الفضل الذي حل من الكمال منزلة اليد والساعد. قد تمكن من المعارف حتى صار لشموسها مطالع. وانتهت المطالب عن إدراك كماله وانقطعت عن الوصول إليه المطامع. فأهرعت إليه أبناء الأدب من وجوه ناسها، وعرفهم بكمال فضائله أنواع الكمالات وأجناسها.
هم نجوم الأرض أقمار الورى ... فارو عنهم واطو ذكر الغير طي
لم تزل أفضالهم تغمرنا ... مطلقاً بالفيض من نشر وطي
أنا منهم لم أزل مكتسبا ... كل ما ينسب في الخير الي