هذا الذي وعد الدهر الخئون به ... وفي وأنجز بعد العقم والكبر
بدر بدا من بروج الفضل مطلعه ... فيا له قمر يسمو على قمر
ولقد آتاه الله رشده، حتى أحيا ذكر الفضائل وحده.
نظر إلى قمر الأدب لما رآه بازغاً على معالم الفصاحة. فمد يد فضائله إلى عنقود الثريا فعصر خمر الأعجاز من تلك الحديقة فأحدق بكروم النجابة والسماحة. فلم تثنه عن اكتساب الفضائل أمثال هذه الفروج والمضائق. ولم تأخذ عليه في اعتصار أمثال هذه الخمور من الكمالات أصناف الموانع والعوائق.
تسلق الى سماء المعارف وجاس في خلاله، ودخل إلى حدائق اللطف وقال في ظلاله. وأسس قواعد بيت العلم بأنواع الفضل
(١) من علماء العراق في القرن الثاني عشر، اشتهر بتصانيفه الكثيرة المفيدة، منها حاشية على تحفة المحتاج لابن حجر المكي، وشرح رسالة «الزوراء» للدوانى، و «الالهامات الربانية في كل فن» و «تفسير القرآن الكريم» جمع فيه الظاهر والباطن في مجلدين، وشرح تشريح الافلاك في الهيئة، وحاشية على حاشية الوغ بيك على شرح المسعودي في آداب البحث وحاشية على حاشية ميرزا جان على شرح السيد الجرجاني للمطالع في المنطق، وحاشية على جمع الجوامع في اصول الفقه، وحاشية على شرح عصام الدين على رسالة البيان، وغير ذلك من التآليف الحسنة. ابراهيم فصيح الحيدري: عنوان المجد ص ١٢٤.