للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيدر بن قره بيك (١)

أحد المشايخ والصلحاء:

سراج المساجد، الذي هو في الكمال كالماء القراح البارد، العالم الكبير، الذي ماله في الفتوى نظير. وهو لسان الحق، والسبب الرائع المطلق. ماء القدس، وحقيقة الأنس. سباق الغايات ومبادئ النهايات. مرآة الوجود، ومرائي الحق والشهود. عين الحقائق المطلق عن العوائق. الزاهد النبيل، والعابد الذي ليس له مثيل، مع علم وفضائل، تزين هام الأقران والأماثل. صبح بلدنا ونهارها، وألمعي ديارنا ومغوارها، الذي تباهت به التقوى، وباهت به الصلاح والبلوى. فهو عمود الدين، وركنه القوي المتين. وهو بركة هذه الديار، الذي عليه المعول والمدار.

أفنى عمره بالوحدة ولم يألف إلى أحد، وانقطع عن الناس


(١) ترجم له صاحب منهل الاولياء (١: ٢٨٣) فقال: «الشيخ الزاهد حيدر بن قره بيك. كان شيخا ورعا زاهدا، صاحب احوال وخوارق وتجريد، وعزلة عن الناس. وله علم وافر، وفضل غزير. يكتسب ويأكل من كسبه الحلال، ولا يأخذ من أحد شيئا. وظهرت بركته على شيخنا السيد موسى الحدادي، فانه قرأ عليه في أول طلبه للعلم مدة وأنتفع به.
وقبره يزار. وكان اللائق ذكره مع أصحاب المراقد المنورة. ولكن ذكرته مع العلماء لانه فيهم معدود، وبينهم مشكور محمود.
ومات سنة نيف وستين بعد الالف.
وترجم له صاحب الدر المكنون في حوادث سنة ثلاث وستين ومائة والف فقال: «وفيها توفي الولي التقي العارف بالله، حيدر بيك بن قره بيك الموصلي، وكان صاحب تيمار، فخلع نفسه منه واشتغل بالعلم والعمل. فكان ورعا زاهدا وكان يتكسب بالحياكة ويأكل من كسبه».-

<<  <  ج: ص:  >  >>