واتصل بخدمة الوزير الحاج حسين باشا الجليلي، ثم انفصل عنه، وانحدر الى بغداد فاتصل بواليها الوزير احمد باشا بن حسن باشا، فصادف قبولا واقبالا، وعلت حاله، وتوفرت الدنيا عليه. وازداد اطلاعه وخبرته. وصار على ديوان الانشاء لجودة عبارته، وحسن سبكه، ولطافة سجعه. وكثرت الخيرات عنده فقصده الفضلاء، ومدحه الشعراء، فكانت داره مأوى ارباب المقاصد، ومحط رحالهم، ومرسى مآربهم. وله تآليف عديدة، ورسائل مفيدة، وانشاءات بديعة، ومكاتبات عجيبة. ووقفت له على شرح رسالة البهاء العاملي في علم الهيئة فوجدت علما عظيما، وفطنة وقادة، واسرارا غريبة. (وبعد ان ذكر له ابياتا ستة من قصيدته الرائية التي سيذكرها المؤلف قال انه) توفي سنة ثمان وثمانين ومائة والف. وجاء عنه في كتاب غاية المرام انه: سافر الى بغداد، واتصل بخدمة وزيرها ذي السداد الوزير احمد باشا، فقربه وحظي عنده الى أن توفي الوزير المذكور، فاتصل بخدمة الوزير سليمان باشا. وصار كاتب ديوان الانشاء، فاقام بتلك الخدمة الى ان توفي مخدومه. فاتصل بخدمة الوزير علي باشا. فقدمه وعظمه، ثم لما قتل الوزير المذكور اتصل بخدمة الوزير عمر باشا. انظر أيضا تاريخ الموصل ٢: ١٨٧ والعلم السامي ٢٩٩. والحوادث الجلية في حوادث سنة ١١٥٠، وشمامة العنبر. (٢) في المخطوطتين تعاطا.