عالم ذو كمال. أنسى ذكر ابن قتبية وابن كمال. أفنى عمره في تلك المدينة، وحاز بعلمه أنواع الوقار والسكينة. طلع في سمائها بدرا، وسال في أودية أدبها نهرا. تبختر في أزقة كمالها وتمندل، وملأ بكماله كل ساقية منها وجدول.
وطود تلوح الشمس من تحت ذيله ... إذا هي في وسط السماء استقرت
تعمر في الفضل عمراً، وقلب أوراق الكمالات بطنا وظهرا.
طبع على دنانير الفصاحة اسمه، وأجرى في أندية البلاغة حكمه. فكل فضل إليه ينتمي، وكل بليغ إليه يرتمي. عمر المدارس. وأينع بكماله كل طل دارس. فاخضر غصن المجد بأدبه بعد أن كان يابسا، وابتسم ثغر الدهر بمعارفه بعد أن كان عابسا. ولو شرح ما فيه من البلاغة والجلالة، وبين، ما عنده من الفصاحة والبسالة، لكبا القلم في هذا المضمار ولم