غير ان الذي ذكره عنه لفظه عما نسبه اليه المرادي. ففي المنهل: كانت له الرياسة والمجد في وقته، والجاه التام عند بني عمه ملوك الموصل. وكانت فيه دعابة، وفطانة زائدة، وسياسة وتدبير وحكمة، وله علم وفضل وخبره. وكانت وفاته سنة اربع وستين ومائة وألف. وله شعر حسن جيد. ثم ذكر الأبيات الستة الاولى من القصيدة الدالية التي سيذكرها المؤلف. وترجم له صاحب غاية المرام فقال: «خلاصة الأعيان، وأديب الزمان. ومن فرط أدبه وذكائه لما حاصر طهماز الموصل أرسل الى والي الموصل الحاج حسين باشا يطلب منه المصالحة، فارسل المترجم اليه، وأدى ما وجب عليه وعاد الى الموصل.» «ولما ولي البصرة الحاج حسين باشا، سار المترجم معه، فدخل بغداد، وهي في ذلك العصر مثل العروس تجلى بين البلاد، وتوجه الى البصرة سنة ثلاث وخمسين ومائة والف. ولما رجعا الى الموصل وحصلت منافرة بين حسين باشا وأحمد باشا والي بغداد، فآل أمرهم الى الفساد، أشار المترجم على ابن عمه حسين باشا بالمسير الى بغداد. فتوجه المترجم معه، واجتمعا بالوزير احمد باشا وتجدد الصلح بينهما. وعادا الى الموصل.» «ولهذا الفاضل من الاشعار مارق وراق.» وذكر نماذج من شعره. وترجم له محمد بن مصطفى الغلامي في كتابه شمامة العنبر والزهر المعنبر. (ص: ٨٨) فقال الحاج قاسم آغا الرونقي عبد الجليل زاده عزيز جمع بأيادي همته اشتات عوارف المعارف الى آخره ثم ذكر نماذج من شعره منها القصيدة القافية التي سيذكرها صاحب الروض، وقصيدة رائية مطلعها: تجل وتسمو عن مثقفة سحر ... محجبة زارت بناشئة الفجر. -