والتحقيق، فانثنت الناس إلى طوفه واستلامه وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.
فهو كعبة الفضل الذي شيدت المكارم جداره، وحرم الفضل الذي أسدلت الفضائل أستاره، وهو سحاب الكمال الذي سال سيله، ورجل المعالي الذي سحب على المجرة ذيله.
الحج يقصد كل عام مرة ... وجنابه في كل حين يقصد
أشهر هذا البيت خيراً. وأيمنهم قدماً وطيراً. أحد معاقل الكمالات الممتنعة، وواحد مدن العلم الشاهقة المرتفعة. خفقت على رأسه ألوية المجد والسيادة، وأشرقت بمعارفه أندية الفضل والافادة. فهو واحد الفضل فعلا وقولا، ومرجع الكمال فضلا وطولا. حسر عن ساعد التحصيل زندا، وجرد لاقتناص بنات الأفكار سيفا وافرندا.
لا يدرك الشرف الفتى ... إلا بعسال وباتر
علت في المكارم شيمه، وهطلت في الافضال ديمه، حتى غدا عظيم ملك العرفان، ونظيم سلك الحسن والإحسان، وواحد الفضل الذي لم يكن له في عصرنا ثان. فالفضل يتسعر في لحاظه، والأدب يتصور بين ألفاظه. إذ هو علامة العصر، الهاصر لأثمار البلاغة أتم الهصر.