للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار

ملك نبت غصن شبابه في دوحة المال، وجمع بين البأس والندى والحزم والنوال. سلالة اكابر، تحلت بأسمائهم الأعواد والمنابر.

إذا عد كعب في السماح أبت له ... يمين له في كل أنملة كعب

وان الذي ترويه طي لحاتم ... إذا نحن أنشدنا فواضله ذنب

مشرع النوال، ومطلع الرجاء (١) والنوال، الذي استقرت له الرياسة، وأقرت بمعاليه الكياسة. اتخذته المعالي لها مطلعا، ومهدت له في قباب المكارم موضعا. دانت له الدنيا، وخطبته لنفسها العليا. فأنزلته السما حد قصرها، وملكته الرجاحة سرها وجهرها. فهو الكثير الإحسان، الذي قلد بنواله جيد الزمان، حاز المكارم برمتها، واخذ مقاليد المعالي بأزمتها.

هو الدهر إلا أنني لا أرى له ... على غير من ناواه خطباً ولا صرفا

إذا شهد الهيجاء مدت له يد ... كأن عليه دملجاً منه أو وقفا


- بحفاوة بالغة. وزاره الصدر الأعظم. وأتته الهدايا والخلع من السلطان.
وعاد الى الموصل في نفس السنة، فدخلها في غرة شهر شعبان. وكانت فرحة الموصل بقدومه كبيرة.
ولم يكد المقام يستقر به نحو شهرين ونصف حتي توفي في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة ١١٨٩ هـ.
ودفن الى جنب والده المرحوم حسين باشا في الجامع الذي كان قد أنشأه هو سنة ١١٦٩ هـ. رحمه الله.
وقد خلف ولدين: الوزير سليمان باشا، ومحمد باشا الأمير.
وكان على غرار والده شجاعة وحزما وكرما، وحسن رأي وتدبير، وحبا للعلم والادب وأهله. ترجمته في نفس المصادر التي ترجمت لوالده.
(١) في الأصول الرجال وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>