سرى في المجد مسرى الخيال الطائف، وملك بسيبه الرائع أزمة أرباب الأدب والمعارف. فهام في السماحة بكل واد، وحل من الرجاحة محل السويدا من الفؤاد، فهو زعيم الفتية الجليلية، وملجأ تلك العصابة الاصيلية. قد افتخرت بمجده الرؤساء والملوك، وباهت بإشراقه والطافه الشموس قبل الدلوك. وقف الكمال على ربوته، وصعد إلى أعلى منازل المعالي بعظيم خطوته.
وكفاك من حيث السماحة أنها ... منه بموضع مقلة من محجر
فغمامه من رحمة وعراصه ... من جنة ويمينه من كوثر
اختلس بسيبه القلوب والألباب، وأغلى ببذله وإحسانه أمتعة المعارف في سوق الآداب، فرفع في الرياسة علمه، وثبت في طود المواهب قدمه. وحاز البراعة والبيان، وجمع بين المكارم والاحسان، فرقى سماء المحامد، وتصدى لمطالب ومقاصد، فملك السيف والحسام، والمحيا الطلق البسام. اقتفى اثر ابيه، فتجمعت أصناف المحاسن فيه.
ابن العوالي السمهرية والسيو ... ف المشرفية والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبع في حمير
فإنه واسطة عقد العدل، وأمامة سبحة جامعة البذل. لا يدرك غباره في مضمار النوال، ولا يعتريه عند البذل والعطاء فلول ولا ملال. اشتملت عليه المعالي اشتمال الجيد على اللآلي. فهو رئيس الوزارة، والنفيس من عقود الإمارة. نخبة هذه الرجال، وقمرها المنير في ظلمة الليال.