للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صعب إذا نوب الزمان استصعبت ... متشمر للحادث المتنمر

فإذا عفا لم يبق غير مملك ... وإذا سطا لم يبق غير معفر

أنخت لديه ركابي منذ الصغر وعقلتها، وقلدت له رغائبي واعتقلتها. لازمت خدمته وكلانا شاب رائع الشباب، متعاطي كؤس خلوص لم يعتره (١) اكتئاب، لازمت حضرته إلى الآن وأنا خادم أعتابه، ورقيق إحسانه وحسان أبوابه. سافرت معه إلى دار السلطنة وأكثر بلاد الروم، وكشفنا بفضله تلك الأطلال واطلعنا على الرسوم. كساه الله حلل حلم لم يبصرها الزمان، تبهر العقول وتشحن الأذهان. ميال للخير، كشاف للضرر والضير.

سنة تحرير هذا المؤلف، وهي سنة سبعين ومائة وألف، يسره الله لبناء جامع في الحدباء، شاكه بنظامه الثريا وشاكل بارتفاعه السماء. ووقف له الأوقاف وبذل على بنائه المئات والآلاف.

واتفق في هذه السنة أيضا أنه أبلى الله أهل بلدنا بالغلاء، وأهلك بالجوع كثيرا من الفقراء، فبذل وسعه ببذل الطعام.

وتربية الأرامل والأيتام، وكفن من الأموات العدد الكثير، ونال من الثواب الوافر الغزير.

وكنت قد أنشأت لعمارة الجامع تاريخا وللمنارة آخر، وهو مكتوب عليها، وأنشأت بعض نثر مسطور في الباب، فضلا ومنة من ذلك العالي الجناب. فأما تاريخ المنارة فهو:

ألا أن الأمين أبا المعالي ... لوجه الله، ذا الخيرات عمر


(١) في الاصل لم يعتريه وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>