وترجم له محمد الغلامي في شمامة العنبر (٢٢٤ - ٢٣٢) فقال: «السيد موسى بن جعفر الحداد. عالم نثر في المدارس من دراري ابحاثه اسنى فرائد، وفاضل من باراه من اقرانه فقد دق الحديد البارد. لا زال تقريره يجلو صدأ الاشكال ببرده عن كل قلب بليد، وينفى خبث الغموض عن خبايا الابحاث كما تنفي الاكوار خبث الحديد. شاعر شعره يرضاه طبع الخليع الفاتك ولو كان منسوجا على منوال شعر العلماء. ويقع موقعا حسنا عند العالم الفاضل لانه منطوق بمطابقة الكلام لمقتضى الحال. كما هو شأن البلغاء. نظم بديعيتين كان يسرد علي كل يوم منهما جملة أبيات. ونصرف معه باستماعهما والاستطلاع على معانيهما بعض اوقات، فرأيت معانيهما من شهد الملح حالية، نحور أبياتهما بعقود انواعهما حالية. والحق احق بان يقول الانسان ان هذا الفاضل من اهل طبقتنا في العلم ولكنه فاق بوقاد ذهنه الاقران. ساعدته كثرة استعماله كتب المادة وللاستعمال دخل في الاذهان. هو الآن في بلدتنا حائز قصب السبق في ميادين المدارس، فارس هيجاء التدريس وليس كل من لعب في الميدان هو في الحرب فارس. عالم طلبة الحدباء الآن يكتالون باقداح سلافة علومه المسطرة، بل يقدحون بزناد ذكائه بالفولادة المجوهرة، رأيته يوما وقد نظم خمسة عشر بيتا بستين تاريخ (كذا) كل شطر تاريخين كاملين للهجرة، بلفظ حر ومعنى رقيق، مع مراعاة محسنات هي على ثوبي ذلك المعنى واللفظ طرازي نضار ولجين. تواريخ تحققت أن لا ينظم مثلها الا من كان له قدرة قوية في التصرف بالكلام وجودة الحساب نادري الوجود، بهم انفتح من الغرابة باب لأولي الألباب» ثم ذكر له عددا من القصائد. ترجم له صاحب العلم السامي: ش ٢٧٨ كما ترجم له صاحب تاريخ الموصل (٢: ١٧٤ - ١٧٩) وذكر شيئا من شعره ايضا.