فهم إذا ألقوا حبال بنانها ... غلبوا جهابذة الكلام وفاقوا
فهو موسى البلاغة الذي ناجى الأدب على طور البيان. فاستتم ميقات الفصاحة حتى أذعنت له أرباب الكمالات كمال الإذعان ألقى عصا التفنن لما تخيل أن حبال الأدب حية تسعى فالتقط ما كانوا يصنعون. فألقى سحرة البيان ساجدين إلى يده البيضاء لما شاهدوا معجز بيانها وهم يهرعون. فضرب حجر الفصاحة فانبجست منها اثنتا عشرة عينا. فعلم كل أناس مشربهم من عيون فضائله وفضائل عيونه من غير ريبة ولا مينا. فركب سفينة الأدب في مجمع البحرين الفضائل والإعجاز. وتميز على أهل الكمالات وأربى، فلم يبق جدار من الكمال يريد أن ينقض إلا وشيده بمعارفه فملك بذلك كل سفينة لأهل القريض غصبا.
فتظن أن أدبه في مواشي القريض عجل له خوار. وهو على الحقيقة في علم العربية بحر ليس له قرار.
له من النظم ما هو السحر الحلال، ومن النثر ما هو العذب الزلال. فقصائده مقاصد الأدب، وأبياته مطاف العجم والعرب.
هي السحر أسرى في النفوس من الهوى ... وكيف يكون السحر في لفظ منطق