للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطريقة، بل هو الفرق بعد الجمع على الحقيقة. نادرة أهل الفضل والرئاسة، ودرة تيجان العذوبة والنفاسة، إشارة شفاء المحامد والحكم، والنور المحض المشرق في حالك الظلم. مقتدى الأئمة الصوفية، ملجأ الزمرة الفضلاء الألمعية.

محض فضل وفضله ليس يخفى ... وهو شمس فليس يغشاه كسف

قضى أوقاته في العزلة والانقطاع، وهو إلى الآن على هذه الطريقة التي لا تستطاع. اجتمع به أحيانا، والتقط من فوائده فرائد وجمانا.

نفعنا الله ببركاته، ومتعنا بطول بقائه وحياته.

شرح قصيدة البردة للبوصيري (١)، وفاق بفصاحته على ابن أوس (٢) والحريري (٣) وأكثر فيها من الاستطرادات من كلام القوم، حتى خلت عن التعقيد وجلت عن اللوم. فهو ملاذ أرباب الأدب والكمال، الذي لا يعتريه أدنى نقيصة واختلال لا زال بدرا، ولا برح غيثا وقطرا.


(١) هو محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري، شرف الدين، ابو عبد الله.
ولد سنة ثمان وستمائة ونسبته الى بوصير من اعمال بني سويف بمصر وامه منها. واصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون. ومولده في بهشيم من اعمال البهناوية. وتولى الكتابة في الشرقية ببلبيس ولكنه زهد في اعمال الدولة. ورحل الى الاسكندرية وبها نهج في شعره نهجا عرفانيا وتوفي بالاسكندرية سنة اربع وقيل خمس وقيل ست وتسعين وستمائة وله ديوان شعر مطبوع. واشهر شعره قصيدة البردة ومطلعها «أمن تذكر جيران بذي سلم» شرحها وعارضها كثيرون. والهمزية ومطلعها: «كيف ترقى رقيك الانبياء» وعارض «بانت سعاد» بقصيدة مطلعها «الى متى أنت باللذات مشغول.
ترجمته في فوات الوفيات (٢: ٤١٢) والوافي بالوفيات (٣: ١٠٥) وشذرات الذهب (٥: ٤٣٢) وهدية العارفين (٢: ١٣٨) والكنى والألقاب (٢: ٨٨) وبروكلمان التكملة (١: ٤٦٧) وخطط مبارك (٧: ٧٠) والأعلام (٧: ١١) والمنهل الصافي ١٥٩ وحسن المحاضرة (١: ٢٧٣) ومعجم المطبوعات العربية ٦٠٣.
ولم نجد في مخطوطات الموصل ذكرا لشرح ابن الكولة لقصيدة البردة.
(٢) يريد به ابا تمام حبيب بن اوس الطائي وقد مرت ترجمته في حاشية ص ٣٣٧ ج ١
(٣) هو صاحب المقامات المشهورة وقد مرت ترجمته في حاشية ص. ٨٨ ج ١

<<  <  ج: ص:  >  >>