فلم أر ممن رأيته سوى هؤلاء الثلاثة: العلامة صبغة الله، والسيد عبد الله، وهذا الفاضل، بحور أدب ماء فضائلها في جداول البلاغة سائل. لا يحتاجون في السؤال والجواب إلى مراجعة رسالة أو كتاب.
له شعر مع أنه لم يحتفل به زلال، ونثر مع أنه لم يعتن به لآل.
إلا أنه أخذه الدهر، وحسده كف العصر. فأخذ ولم يراع صفوة شبابه وقد أثبت من شعره ما هو كالقمر ليلة بدره، فمن ذلك قوله مشطراً بيتي سيد الساجدين رضي الله عنه:
إذا ذكرت أياديك التي سلفت ... وقد نسيت عهوداً منك في القدم
وشاهدت مقلتي حسن التفاتك لي ... مع قبح فعلي وزلاتي ومجترمي
أكاد أهلك يأساً ثم يدركني ... حسن الرجاء فينجيني من العدم
وكيف ييأسني فعل القبائح مع ... علمي بأنك مجبول على الكرم