للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسان زمانه، ونعمان أوانه، جمال الكتب والسير، فريد الطرق والأثر، حياة الأرواح والنفوس، الذي تستمد من أنوار بهجته الشموس.

ذو شعر بكل لسان كالجوهر، ونظم في العذوبة أحلى من السكر المكرر، تخاله لصفائه ومحسناته خمرة من خدود الغواني تعصر. أقبلت على غرته الفصاحة بوجه جميل، ووقفت الأذهان عن إدراك نسيم بلاغته وهو عليل. عبث في رياض المواهب والمكارم نشرا، وأظهر لأرباب الحاجات الوافدين إلى حماه الرفيع بشرا. فكل وفد من تلك الوفود بإنعامه العميم آب. وكل بذل بالنسبة إلى بحر عطاياه سراب. فرياض علمه وأدبه أنيقة، وحدائق فضله وكرمه وريقة، لا البدر يحكيه بكماله وجماله، ولا البحر يقربه بعظم عطائه وعميم نواله. فهو الشمس في الفلك والبدر في الحلك.

إذا رفعت عند السجوف وأشرقت ... أسرته خر السلاطين سجدا

له راحة مأمولة نفحاتها ... يلوذ به العافون مثنى وموحدا

ووجه مريع البشر باد حياؤه ... يكاد يروي ماؤه غلة الصدى

ويغشى عيون الناظرين فكلهم ... تقلب في أنواره لحظ أرمدا

لم تر العيون أبسط منه يدا، ولا أحسن منه في المكارم جدا.

إن حدث فاللآل، أو سمح فالنوال، أو جاري فسحاب، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>