جيش الروم وأميرهم، ورافع راية تدبيرهم ونصيرهم. وقسمت له في تلك الرئاسة شهادة، ونال من فضل الله تعالى فوق سعادته سعادة.
وله شعر يدل على كماله، وأثر ينبئ عن سناء أفضاله. وقد أثبت منه هذا القدر، يغني بسنائه عن الدر.
فمن قوله:
سرى من جميلة طيف الخيال ... فشرد نومي وكم طربا
فؤادي وهيج عيني البكا ... فسحت مدامعها سكبا
أحب جميلة حب الحياة ... وأمنحها ودي الأطيبا
على أنها شحطت دارها ... وأمسى الفؤاد بها متعبا
إليك جميل أسر الحشا ... هوى لن يغال ولن يكذبا
إذا كذب الحب أربابه ... وحال عن العهد من أغربا
فإن الذي لك في مدرج ... من الصدر ما كان أن ينضبا
إذا غبت عن بصري ساعة ... ولم اغتبق ريقك الأعذبا
بقيت مجناً على لوعة ... يظل الفؤاد بها ملهبا
وقيت الردى وبلغت المنى ... وسأمني حبك المعطبا
وليل تحير ظلماؤه ... تخال كواكبه لغبا
أرقت ومثلي يعاني الهموم ... لأمر يرد الفتى أشيبا
لأجتلد القوم في دارهم ... وأقضي من شأنهم مأربا
وبين سرند وسرخابه ... ضمنت لخيلي أن تنهبا