نقود الجياد إلى أرضها ... ونرجو الذي نصره في نتظار
فلما طلعنا على مائها ... إذا القوم حشوا جلود النمار
فلم يلبث الخيل إن شابهوا ... بمنفجر من دم القرن جار
فأفلت فلّهم هاربين ... وغودر صرعاهم في الديار
وحل بسرخابها خيلنا ... تغاديهم ناحلات العذار
ثمانية بعد عشرين يوماً ... يرون الكواكب نصف النهار
أخذنا عليهم بأطرافها ... وضاق بنا ذرعهم بالحصار
وباتت عقائل في حوزها ... سهارى يحاذرن غشيان عار
فان ما طلتنا فكان الإياب ... لأعداء جمع لها مستزار
فسوف ترى العام محفوفة ... قرى اذربيجان غابات غار
وملتثمين غداة الصباح ... إذا ركبوا كالنجوم السوار
يدبر أمرهم حازم ... طويل النجاد كريم النجار
يخوض بهم غمرات الردى ... إذا ما الجبان انثنى للفرار
فكيف يزيرونها وقعة ... ينسى الخريدة عقد الازار
ولا خفض أو تستباح البلاد ... بضرب الكتائب وسط الديار
وحتى ترى البيض مثل المها ... عواني ترجى ببيض عوار
وله رحمة الله عليه:
من كان ذا حاجة في النفس يضمرها ... مخافة الموت لم يملك بها ظفرا
لقد حلفت يميناً ما أخيس بها ... ولا أبالي أطال العيش أم قصرا