للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدم اليه كتابه الروض النضر وجعله باسمه، وكان راغب باشا عالما أديبا. فأنعم على المؤلف وولاه حساب ولاية بغداد (دفتردار).

وقدم المؤلف بغداد سنة ١١٧٢ هـ في أرجح الروايات وتولى عمله، وكان مقدما عند واليها سليمان باشا. حتى اذا توفي سليمان باشا سنة ١١٧٥ هـ قام المؤلف مقام الوالي بضعة أشهر حتى تم تعين علي باشا واليا على بغداد في السنة نفسها. فحاسبه على أموال سليمان باشا، اذ أنه لم يجد منها الا اليسير، فحبسه بالقلعة وهم بقتله ثم اكتفى بنفيه الى الحسكة (١) وسجنه فيها.

فلما قتل الوالي علي باشا وتولى الولاية عمر باشا سنة ١١٧٧ هـ، هم بقتله، فقد كانت بينه وبين المؤلف عداوة قديمة. وأقدمه الى الحلة، فانجاه من القتل شفاعة عائشة خانم بنت الوزير أحمد باشا زوجة سليمان باشا فسجنه في الحلة واصيب فيها بفالج أبطل شقه فنفاه الى كركوك وسجنه فيها. ثم هم بقتله، فأدركته شفاعة عائشة خانم ثانية، فأطلق سراحه. وقدم الى اربيل وعاد الوالي فامر بالقبض عليه فيها وقتله، فسجنوه ولم يقتلوه. ثم شفع له فاطلقه وعاد الى الموصل.

وتحسنت صحة المؤلف في الموصل بعض التحسن، فتوجه الى استانبول ليشكو ما لقيه من عمر باشا، غير أن هذا حين بلغه نبأ مسيره أرسل وراءه من اتبعه في الطريق، واستطاع أن يغرر به فعاد قبل أن يبلغ استانبول، حتى اذا بلغ ماردين في عودته قبضوا عليه فيها وسجنوه. ثم أطلقوه بعد مدة، وأخذوه الى اربيل وسجنوه


(١) بلدة قامت على انقاضها مدينة الديوانية في منطقة الفرات الأوسط

<<  <  ج: ص:  >  >>