للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا زلت كهفاً للانام ومسنداً ... تظل لمن وافاك بالعز والنصر

وقد ضمن هذا الشاب بعض أبيات من قصيدة علي بن الجهم (١) التي هي في مدح المتوكل على الله العباسي التي سارت بها الركبان، وافتخرت بها أبناء كل عصر وزمان، منها قوله:

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

سلمن وأسلمن القلوب كأنها ... تشك بأطراف المثقفة السمر

ومنها في حسن التخلص:

فقالت كأني بالقوافي سوائراً ... يردن بها مصراً ويصدرن عن مصر

فقلت أسأت الظن لست بشاعر ... وان كان أحياناً يجيش به صدري

وما ألطف قوله هذا:

ولا الشعر مما استظل بظله ... ولا زادني قدراً ولا حط من قدري

وللشعر أتباع كثير ولم أكن ... له تابعاً في حال يسر ولا عسر

ولكن إحسان الخليفة جعفر ... دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر

وقد ضمن جماعة مطلع هذه القصيدة الجهمية. منهم ابن


(١) هو علي بن الجهم بن بدر ابو الحسن من بنى سامة بن لؤي بن غالب، شاعر رقيق الشعر من أهل بغداد، خص بالمتوكل العباسي. ثم غضب عليه المتوكل فنفاه الى خراسان، فاقام مدة ثم انتقل الى حلب. توفى سنة تسع واربعين ومائتين، وله ديوان شعر مطبوع. ترجمته في الاغاني ١٠:
٢٠٣ وابن خلكان ١: ٣٤٩ والطبري ١١: ٨٦ وتاريخ بغداد ١١: ٣٦٧ والاعلام ٥:
٧٧ وفيه مصادر أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>