للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطفقت اسأل ربعهم وديارهم ... شوقاً إليهم باليدين وبالفم

فأجابني رسم الديار وقال لي ... حييت من باك بغير تكلم (١)

لو عاينت عيناك أجياداً لمن ... بانوا لما سالت دماً بمخيم

ولجف هذا الدمع منك لأنه ... من عادة الكافور إمساك الدم

ولصاحب الترجمة هذه النبوية والمدحة المصطفوية (٢):

جرى عقيق الدمع لما شجاه ... سجع حمام نشر صبري طواه

ذكرني عيشاً رقيقاً لنا ... بالسفح قد مر لذيذاً جناه

ورسم دار لم يبن لي بها ... إلا سطوراً حررتها نواه

جر عليها الدهر أذياله ... ورسمها في سيف بين محاه

فشب جمر الشوق في مهجتي ... وغاض من نيل اصطباري رفاه

شوقاً إلى فاتنة ما بدت ... إلا وللقلب أطالت عناه

وإن تثنت مال غصن النقا ... حيث من العطفين غنى حلاه

ألم تر من فوقه قد غدا ... حمامه في نوحه قد نعاه

حوراء في روض جمال بدت ... اطلقت سرح اللحظ حتى رعاه

قد راق ماء الحسن في خدها ال ... فضي حتى راقني في رواه

وكادت الأعين من رقة ال ... خدين لما أن بدت تشرباه (٣)

جسم حكى الماء ولطف الصبا ... يكاد أن تنظر منه المياه

غصن بروض الحسن تختال إن ... مر به أنفاس عتبى ثناه

قد مال عني يا ترى هل له ... فرط دلال عن ودادي لواه (٤)


(١) في ب: بغير نوهم.
(٢) في ب: كتبت هذه العبارة والقصيدة بعدها على هامش ص ٦٣ ق و ٦٤.
(٣) كذا في المخطوطتين تشرباه وصوابه تشربانه ولا يستقيم الوزن الا بالخطأ.
(٤) في الاصل: قد مال عن هل ترى باله.

<<  <  ج: ص:  >  >>