ولم تزل تنهل سحب الرضا ... على رياض أزهرت في ثراه
حتى تروي زهره في حيا التسليم ... في صبح تلاه مساه
والآل والأصحاب أزكى الورى ... ما صبغة الليل الضيا قد نفاه
وله من أخرى:
لحظات قد فرقت جيش صبري ... لي من سهم سحرها تفريقا
نسخة الوجد صححتها دموعي ... عند ما رحت بالبكاء شريقا
لفتاة أعارت الغصن ليثاً ... وبدور السما سناً وبريقا
أتعاطى من خدها البارد العذ ... ب ومن لفظها الشهي رحيقا
ما رأينا من قبلها غصن بان ... صار بالحلي والحرير وريقا
عجبي خدها المضرج لما ... بحياه الجمال يشكو الحريقا
ولقد رق إذ صفا ماء حسن ... صار فيه إنسان لحظي غريقا
ورأى الورد خدها فتغشى ... عند ما انبت اللجين شقيقا
فبكاه جفن الغمام ورش ال ... قطر في وجنتيه كي يستفيقا
ما تناءت إلا بأيدي افتكاري ... نحو صدري أضم قداً رشيقا
شمس خدر لها نصبت الأماني ... سلما إذ جعلته لي طريقا
وله أيضا:
يا لك الله عقد شمل تنضد ... بيد الأنس برهة فتبدد
سلبتك الأيام بالرغم مني ... ويح دهر يمن بخلا بما قد
كنت يا دهر منك قدما لجيناً ... سبكتني نيران صدفك عسجد
وأحال النوى لدمعي لما ... بلظى البين والنوائب صعد
وقديما قد كنت أشدو ببيت ... قلته حيث ذا الزمان تمرد