أصبحت مفتوناً به مغرماً ... بمقلة نجلاء فيها اكتمال
لم أنسه لما بدا مقبلا ... بطلعة مشرقة كالهلال
مذ رفع البرقع عن وجهه ... عوذت بالله لذاك الجمال
وجاء يرنو نحونا معجبا ... فسل سيف اللحظ فينا وصال
شكوته ماذا أقاسي به ... فماس تيها وتثنى ومال
وجائر قلت له سيدي ... إذا احتشام في الهوى أم دلال
ألوى على صدغيه فرعاً له ... أعقبني من بعد رشدي ضلال
قد كتب الحسن على خده ... بخطه واواً وراء ودال (١)
حققت من شهد غدا ريقه ... لما سعت في وجنتيه نمال
وخصره المعدوم من رقة ... البسه الخاتم فيه فجال
كأنما العارض في خده ... تبدد المسك عليه فسال
وإنما الحاجب قوس وقد ... ارشق قلبي والحشا باختبال
ذو مبسم يخجل غصن النقا ... منه إذا ما ماس قاف ودال
وتفضح الغزلان لفتاته ... ويخجل الأقمار وقت الكمال
أفديه إن واصلني أو جفا ... فما لقلبي عن هواه انتقال
أعرض عن قربي بلا موجب ... أعدمني الصبر وهجري أطال
وقائل دع حبه واسترح ... أحببته دعني فهذا محال
أنا غريق في بحور الهوى ... فكيف أخشى يا خليلي بلال
فجد لنا بالوصل يا سيدي ... واطرح الهجر ودع ذا المطال
(١) في ب: بخطه واد.