للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعاني ونشاقها. حتى خاطبه لسان الزمان بلسان طلق، وحال قلب صحيح غير ارق. بقوله:

الدهر لولاك ما طالت سجاياه ... والمجد لفظ عرفنا منك معناه

كان العلا والنهى سراً تضمنه ... صدر الزمان فلما لحت أفشاه

آيات فضلك نتلوها ونكتبها ... في صفحة البدر ما أبدى محياه

فكان رحمه الله جبل فضل شاهق، وسحاب كمال دافق، وكنز طيب عابق. يضوع عنبرا وندا، ويفوق بسنائه ياسميناً وورداً. كانت صحبته مع الوالد اكيدة، والمودة بينهما على الدوام سديدة. خلصت بينهم خلوص التبر، إذ كونها خالية من الخيلاء والكبر. وله في الوالد مهنيا بأبيات، أحلى (١) من الضرب والنبات، تدلك على بعض كماله وقدره، إذ هي أشعة أهلته لبست من أنوار بدره، وهي:

الحمد لمن عظمته العظماء ... سرتك ضحى فعمك السراء

إذ بشرك البشير بالفوز إلى ... أعلى رتب وجاءك الإفتاء

يكفيك به تهنئة تاريخى ... باهت بك علينا الفتياء (٢)


(١) في المخطوطتين: احلا من الضرب. والضرب العسل الابيض، والنبات نوع من السكر.
(٢) في منهل الاولياء ١: ٢٣٩ باهت بك يا علينا العلياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>