للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا البيت ووتده، الذي عليه في المهمات معوله ومعتمده. وكنت أشاهده في مجلسه، وقد عبق الدهر من عبير ملاطفته وتأنسه.

ولله من ناد قد زفته أيدي الزمان بكل فضيلة، وحفته بنادر مكارم هي في ذاتها جميلة. غزلت به يد المعارف أحرف الفضل فزهت بقماشه، وبسطت به اللطائف على غواشي تلك الحواشي فسمت بارتياشه. وحاكت على تولي الشكر والثناء أنواع تلك المكارم، ونسجت بألفاظ ذات صفاء من مكارمه فجعلته لباساً للأعياد والمواسم. وألبسته عرايا أدب. ما ارتاشوا إلا بلباسه، وكسته منهوبي (١) أرب ما اعتاشوا إلا بطيب أنفاسه. فنبتت تلك الفضائل براحتهم وأورقت أغصانا، وسادت تلك المحافل ففاخرت اعصرا وزمانا. فرعت سائمة العفاة تلك الدوحة، واهتصرت أيدي الوافدين أنواع المكارم من تلك الرشحة. فهي كعبة جود تلاقى باديه وعاكفه، وقلعة كرم انحدر بناديه وأكفه.

وروضة علم يتفيأ (٢) بظلال ازهارها، وحديقة حكم تزهو على النيرين بإشراق أنوارها. فهو المجلس العاطر الزاهر الانفس، والمحل الباهر العامر الأقدس. والمشار إليه بدره الكثير الإشراق، المصون عن الكسوف والمحاق.

وليس غريباً أن ينال غرائبا ... من المجد فرد في الزمان غريب

فضل هذا السيد لم يحط به كتاب، ولم يؤد (٣) باسهاب واطناب


(١) في المخطوطتين: فهو بين.
(٢) في المخطوطتين: يتضوأ.
(٣) في المخطوطتين: ولم يؤدى.

<<  <  ج: ص:  >  >>