للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسجل أدبه أنواع المعارف والفنون، وصك إذعانه يبهر العقول ويحير الظنون، تسابق في مضمار الفضل فكان سبّاق ذلك الميدان، واقتدى بأسلافه الكرام فغدا مشار الأكابر والأعيان.

تصدر لصدارة المجد فكان في ذلك مرجع الصدور. واعتصر كروم البلاغة من عناقيد الرياسة فسقى رحيق النشاط وشراب السرور. خوط بان أزهى من الورد بأنواع الفصاحة مثمر، وهلال كمال أبهى من البدر بصنوف الكمالات مقمر. فهو الأسعد الذي رقي إلى هام المجد والتقط درر المعارف. والأمجد الذي صعد إلى أقصى أعلام الحل والعقد. فغدا حول بيت المحامد واللطائف طائف، خاض في تلك الصبوة بحور المعارف، واستخرج لآلئ الأصداف، فكان غواص بحور المعالي الذي تقف عند ساحله كبار الأشراف. تواخى مع الفخر فرقي إلى ذروة المجد وهامات المعال. وسلك أخيه فخر (١) الدين في سلك الأدب فأقمر بعد أن كان هلال (٢). فرأيت أخاه المذكور هذا وهو في الأحضان. ثم لما عاودت كما ذكرت فوجدته قد انتظم في سمط الشبان. وآثار النجابة عليه تلوح وتظهر، وعلامات السعادة من أناقته تبان وتبصر. والشبل في المخبر مثل الأسد.

لهم علي أيادي كرم وإحسان قد طوقت منى الجيد. فلا زال بيتهم مدى الزمان كل يوم من المعارف في مزيد.


(١) كذا في الاصول وهو خطأ وصوابه اخاه
(٢) كذا في الاصول هلال وهو خطأ وصوابه هلالا. ولكنه لجأ الى الخطأ لتستقيم له السجعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>