للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعرض إلى ما بين يديه، وإن كان المخالف لما هو المعتاد اليه، وتجاوز عن حدنا فيما عزمنا وملنا إليه، اشتهاره بأكرم الخصائل.

من الحلم والانصاف، واتصافه بأحب الشمائل، من العفو والإسعاف. وانتشار لطفه ومرحمته في جميع الاطراف. لا سيما على الداعين لدوام دولته المتخلفين بالعفاف. فالمرجو المتوقع.

والمسئول والمتضرع، ان يطابق المتوسل للمأمول، ويقرن السؤال والمعروض بالإجابة والقبول. لنشتغل بالدعاء مع خلو البال، بالتخضع والابتهال. لان يصونه المولى من الأهوال في جميع الأمور والأحوال.

وله وقد أرسلها إلى محمود بن غراب البغدادي وهي:

تقارب الحدباء والزوراء ... أورثنا مودة الآباء

وكونها دار السلام وصفا ... آثرها بالخصلة السراء

فهي التي لم يأتها مصاب ... إلا نجا من ازمة ضراء (١)

لا زال من يسكنها في رفق ... منتهج الشريعة الغراء

فليقتد برسمهم سواهم ... إذ وشحوا بصائب الآراء (٢)

والممتطي بمجدهم تراه ... مستحكماً في خذلة الأعداء

طوبى لهم فانهم في صفر ... لا ينغوي بزلة الإغواء

فمجدهم بين الورى مشهور ... مداول الأمثل بالأرجاء

خصالهم مرضية بالطبع ... وفضلهم في الرتبة العلياء

كفى لهم فخراً بأن المجد ... منتسب كنسبة الأنباء

كذلك العافون حيث أغنوا ... عن سؤلهم من شدة الاعياء


(١) في الاصل: بخي
(٢) في ب: فليقتدي

<<  <  ج: ص:  >  >>