للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا النثر أيضا:

وبعد فإني رضت فكري وهو دقيق، لكي آتي بالشكر ما يليق فإذا هو ببحر الإحسان غريق. لا يقدر على التكلم بأدنى كلام.

فضلا أن يخاطب مثل هؤلاء الأعلام.

أمطر علي سحاب جودك أثرة ... وانظر إلي برحمة لا أغرق

لكن لما تطاول الانغمار، وانتشر التفقد منهم والاستفسار.

صار إلى النجاة والتشبث سبيل. وللنطق مع ما فيه من الضعف دليل. فذكرت بعض ما ينبئ عن قصور البضاعة لعدم كوننا من أهل تلك الصناعة، ورقمت ما حويناه من بعض ما سمعناه، في ذلك النادي، المفيض للأيادي، وبعض ما التقطناه من نثار ذلك الوادي، المغيث للصادي. فالمرجو والمسئول، والمتوقع والمأمول. أن يعد ما سبق من النقصان. ويقترن المجموع بالعفو والغفران. ولتعتقدوا أني منذ حصل الفراق، في أمنية التلاق، لكثرة الاشتياق. لكن الأمور مرهونة لأوقاتها، والمتولد في الساعات يترقب بتقضي آناتها. فأينما كنت افتخاري بتلقيكم إياي بالقبول وحيث ما نلت فإنه من يمنكم فترجيكم لي الحصول.

محبك حيثما اتجهت ركابي ... وضيفك حيث كنت من البلاد

مع إن الفطانة من كثرة الألطاف العلية، والدراية من تتالي التكريمات السنية كانت بان تتردد وتتوقف عن التراسل، ولو مع التكلف والتعسف الداعي إلى التواصل بناء على إنها صارت مصداقا لما قال المعري:

<<  <  ج: ص:  >  >>