للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أقشعت ديم الندى في أرضنا ... إلا كفاها بسيله الوكاف (١)

يجد المقل إذا ألم بربعه ... فكأن أرسل للأنام مكافي

شرفت بك الحدباء يا عمري كما ... شرف الثرى بأصولك الأشراف

دم باقيا وأمشي على جيد العدى ... تفنى الزمان وتحصى الأحقاف (٢)

وله رحمه الله فيه:

ولقد لممت بربع باق ضالعا ... فأزال عن هام الهموم صعاصعا (٣)

وبه لقيت الاستقامة بعد ما ... ولدتني أيام احتياجي اكتعا (٤)

وأباحني ثدي النوال وطالما ... غذى المقل به وأرضى طامعا

يا باقياً جعل العطاء بما له ... دينا ندى عبد وسهما شايعا

ما للغمام وراحتيك تماثلا ... إذ عد وابلها أنالت أصوعا

فيه رائحة من قول رشيد الدين الوطواط (٥):

ما نوال الغمام يوم ربيع ... كنوال الأمير يوم سخاء

فنوال الأمير بدرة عين ... ونوال الغمام قطرة ماء

وفي البيت من أنواع البديع التفريق، وهو إيقاع تباين بين أمرين من نوع في المدح أو غيره كقول بعضهم فيه:


(١) في ب: ديم النداء بارضنا.
(٢) في هذا البيت الاقواء.
(٣) الصعاصع جمع صعصع وهو المتفرق وطائر ابرش يأخذ الجنادب (القاموس)
(٤) الاكتع: من رجعت اصابعه الى كفه وظهرت رواجبه.
(٥) هو رشيد الدين محمد بن محمد العمري، الوطواط كاتب من الادباء له شعر دون نثره كان كاتبا للسلطان خوارزم شاه الهندي. وله آثار كثيرة منها: مطلوب كل طالب من كلام علي بن ابي طالب.
وتحفة الصديق من كلام ابي بكر الصديق. وفصل الخطاب من كلام عمر بن الخطاب وانس اللهفان من كلام عثمان بن عفان. وديوان رسائله، وديوان شعره.
توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة معجم الادباء ١٩/ ٢٩ وبغية الوعاة ١/ ٢٢٦ ومعاهد التنصيص ١/ ٢٤٤ وروضات الجنات ٧٧ والكنى والالقاب ٢/ ٢٤٧ والذريعة ٩/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>