للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سرت من هضاب الشام وهي مريضة ... فما ظهرت إلا وقد كاد أن يخفى

عليلة أنفاس يداوى بها الجوى ... وضعفا ولكنا رجونا بها ضعفا

وهاتفة في البان تملي غرامها ... علينا وتتلو من صبابتها صحفا

عجبت لها تشكو الفراق جهالة ... وقد جاورت من كل ناحية ألفا

ويشجو قلوب العاشقين حنينها ... وما فهموا مما تغنت به حرفا

ولو صدقت فيما تقول من الأسى ... لما لبست طوقاً ولا خضبت كفا

أجارتنا أذكرت من كان ناسيا ... وأضرمت ناراً للصبابة لا تطفا

ومهزوزة للبان فيها شمائل ... جعلن لها في كل قافية وصفا

لبثنا عليها بالثنية ليلة ... من الشوق لم يطو الصباح لها سجفا

لعمري لئن طالت علينا فإننا ... بحكم الثريا قد قطعنا لها كفا

رمينا بها في الغرب وهي ذميمة ... ولم تبق للجوزاء عقدا ولا شنفا

كأن الدجى لما تولت نجومه ... بمدبر حرب قد هزمنا له صفا (١)

كأن عليه للمجرة روضة ... مفتحة الأنوار أو نثرة زغفا (٢)

كأنا وقد ألقى إلينا هلاله ... سلبناه جاماً أو فصمنا له وقفا (٣)

كأن السها إنسان عين غريقة ... من الدمع يبدو كلما ذرفت ذرفا

كأن سهيلا فارس عاين الوغى ... ففر فلم يشهد طراداً ولا زحفا (٤)

كأن سنا المريخ شعلة قابس ... تخطفها عجلان يقذفها قذفا


(١) في الاصول: الدجا
(٢) النثرة: الدرع والزغف بالفتح الدرع الواسعة
(٣) الوقف سوار من عاج
(٤) في ب: عاين الوغا وفي الاصول فرارا ولا زحفا

<<  <  ج: ص:  >  >>