للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كل ذي فتنة فاقت فصاحته ... من أين جانس هذا الشادن العربا (١)

لو أبصر الأهيف الممتاز قامته ... ما ماس منعطفا في قرطن وقبا (٢)

فقل لمن يبتغي يحكي فصاحتهم ... لقد حكيت ففات اللفظ والشنبا

أصل هذا الشطر الأخير من قول شهاب الدين المصري المعروف بابن الخيمي (٣) من قصيدة مطلعها:

يا طالبا ليس لي في غيره إرب ... إليك آل التقضي وانتهى الطلب

وما طمحت لمرئي ومستمع ... إلا لمعنى إلى معناك ينتسب

ولم يزل إلى أن قال منها:

هبت لنا نسمات من ديارهم ... لم يبق في الركب من لاهزه الطرب


(١) في الاصول الشاذن. وصوابه الشادن وهو الظبي اذا قوي واستغنى عن امه
(٢) القرطق كجندب معرب كرته نوع من اللباس. والقباء نوع من الثياب.
(٣) ترجم له ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ٧/ ٣٦٩ فقال هو الشيخ شهاب الدين ابو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن محمد الانصاري، الصوفي الفقيه، الشافعي. الشاعر المشهور المعروف بابن الخيمي كان امام عصره في الادب، ونظم الشعر مع مشاركة في كثير من العلوم، ومولده سنة اثنتين وستمائة. وتوفي سنة خمس وثمانين وستمائة بمشهد الحسين بالقاهرة في شهر رجب. وقد اوضحنا امره مع نجم الدين ابن اسرائيل لما تداعيا القصيدة التي اولها:
يا مطلبا ليس لي في غيره ارب ... اليك آل التقضي وانتهى الطلب
في تاريخنا «المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي» وذكرنا امرهما لما امرهما ابن الفارض بنظم قصيدتين في الروي والقافية وذكرنا القصيدتين بحالهما. ثم حكم ابن الفارض لشهاب الدين هذا. والقصيدة التي نظمها شهاب الدين ابن الخيمي هذا لما امره ابن الفارض بالنظم اولها.
لله قوم بجرعاء الحمى غيب ... جنوا علي ولما ان جنوا عتبوا
والتي نظمها ابن اسرائيل:
لم يقض من حبكم بعض الذي يجب ... قلب متى ما جرى تذكاركم يجب

<<  <  ج: ص:  >  >>