للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يختال في قضب الزبرجد مارحاً ... والرأس منه مائلا بتنكس

وبنفسج آس وورس أخضر ... ومضاعف المنثور نزهة مجلس

والورق تشدو والغصون رواقص ... والسحب تبدي القطر عند تنفس

فاشرب معتقة الدنان شمولة ... تذر الهموم صحيفة المتلمس

وأسطو على خطب الزمان ببأسها ... إن المدام أنيسة المستأنس (١)

هذا هو العيش الهني ففز به ... والجأ بخطبك للمحل الأقدس

فهو المحل المستنير بمن غدت ... آراؤه عوناً على الزمن المسي

الفاضل الحبر الهزبر ومن غدا ... أمن المروع ورأس مال المفلس

ركب الفضائل وارتقى حتى غدت ... من دون رتبته مجاري الأطلس

لا شك أن الدهر طوع يمينه ... فيرى التصرف لا بشق الأنفس

عرضت عواقبه الأمور عليه ان ... قادت تخاطبه بقلب أوجس

فأمدها عزماً وبرثن سطوها ... فمضت محتمة بغير تهجس

تلقى سهام مصابها عن قوسه ... فتصيب نحراً للحسود الأتعس

مولاي فضل الله أنت مؤملي ... من جودك الطامي بكأس أحتسي (٢)

رضت الفضائل والمكارم والعلى ... ولأنت أجدع كل قرم أشوس

ورفعت عن بكر العلوم براقعاً ... وخطبت منها عوانساً لم تمسس

لا زلت راق في العلا مترديا ... في حلة المجد الأتم الأنفس (٣)

قوله تذر الهموم صحيفة المتلمس، هذا مبني على حكاية لطيفة


(١) كذا في الاصول واسطو وصوابه واسط لكنه ابقى الواو ليستقيم الوزن.
(٢) في الاصل انت موئلي.
(٣) كذلك في الاصول وهو خطأ وصوابه راقيا ولكن الوزن لا يستقيم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>