للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنى عليهم رواق العز سيدهم ... لولا أمين لقلنا خيرهم رتبا

باهت بعلياه أهل الشرق موصلنا ... وفاخرت بمباهي عزها حلبا

بحر طمى غصة بالفكر مجتلبا ... جواهراً وهي لي من بعض ما وهبا (١)

بعيد عزم شديد الحزم رأفته ... عمت فما أحوجت أمثالنا طلبا

باق على كرم الآباء عادته ... من فضلة الكأس يسقينا إذا شربا

بيض الأيادي إذا اسودت شدائدنا ... بأحمر العين يلقاها وقد غضبا

بروض أوصافه شحرور منطقنا ... مدى الليالي على دوح الثنا خطبا

بلابل صدحت في ظله وغدت ... تمرغ الريش في قطر الندى طربا (٢)

وله أيضا من القصائد المذكورة على نمط البديعيات، وزنا وقافية وأنواعا، ومطلعها في براعة الاستهلال:

ما بين معترك الأشعار والنغم ... هذا البديع حلا تكراره بفمي

ويسمونه حسن الابتداء وهو أن يكون مطلع القصيدة واضح المعنى، صحيح السبك، خليا عن الحشو والتعقيد، سهل الالفاظ، غير متعلق بما بعده. كقول المتنبي:

أتراها لكثرة العشاق ... تحسب الدمع خلقه بالاماق

ومنها الجناس المطرف:

مدارس العلم يثني حسن منطقها ... على الذي جاء يحيى دارس العلم

وهو أن يزيد أحد ركنيه بحرف في أوله مثل قول الشيخ


(١) في الاصول طما
(٢) في الاصول الندا

<<  <  ج: ص:  >  >>