للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصف بيت أو بيتا أو اقل أو اكثر من كلام غيره في كلامه، بعد أن يوطئ له توطئة مناسبة ملايمة له، بحيث يظن السامع أن الكلام كله لمتكلم واحد، وإنه من نوع واحد. وأحسنه ما صرف معناه عن غرض الناظم الأول أو زاد على الأصل نكتة كالتورية والتشبيه. ومن محاسن ما جاء من ذلك قول ابن نباتة (١):

أتاني على البادي يأسي منشداً ... فيا لك من شعر ثقيل مطول

«مكر مفر مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطه السيل من عل»

ومنها التوشيع:

مهد لهم عذر مشتاق وصف ولهاً ... مجانب الأفخرين النوم والحلم (٢)

وهو أن يأتي الناظم في مصراع من بيته بمثنى أو معطوف أو معطوف عليه ويفسره بمعطوف ومعطوف عليه. وهو مشتق من الوشيعة، وهي الطريقة في الرد المطلق. فكأن الشاعر أهمل البيت كله إلى آخره، وأتى فيه بطريقة في آخره تعد من المحاسن. منه قول ابن الرومي (٣):

إذا أبو قاسم جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان البحر والمطر

وإن أضاءت لنا أنوار غرته ... تظالم النيران الشمس والقمر

من لم يبت حذرا من خوف سطوته ... لم يدر ما المزعجان الخوف والحذر

ينال بالظن ما يغني العيان به ... والشاهدان عليه العين والأثر


(١) انظر حاشية ص ١١٤
(٢) في ب والعلم.
(٣) انظر حاشية ص ١١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>