للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورهط من الاعجام بين مدرع ... على لاحق وافى وبين مزرد

فجاءوا صفوفاً والقنا يقرع القنا ... كغيم كثيف أو بناء مشيد

فثمنت السبع الطباق سرادقاً ... بناها قتام الخيل من غير أعمد

ولما دجى ليل الخطوب بدت به ... بدور صدور في غلائل خرد

ومزقن أمراطا وسجف هوادج ... وأصداغ خد كالحرير مورد

ونادت بنات الحي أين رعاتنا ... وأين الفتى المنعوت في كل مشهد

أبا حسن ضاق الخناق ولم نجد ... سواك ملاذاً خير ذخر ومنجد

فقال اصبروا بالله لا تهلكوا أسى ... ودونكم فتك القنا والمهند

فمن يدخرني للكريهة لم يخب ... ومثلي متى خاض العجاجة ينشد

(أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحية المتوقد) (١)

سرى في مثار النقع بدراً تحفه ... نجوم وفي يمناه شعلة فرقد

وما قال فانعيني إذا أنا لم أعد ... وشقي علي الجيب يا ابنة معبد (٢)

فاغمد حلما لم يكن قط مغمدا ... وجرد قهرا كان غير مجرد

ونادى مراد إن هذا مرادنا ... وقال أمين يومنا يوم سؤدد (٣)

فأضحت نحور العجم غمد صوارم ... وكل عنيف كالعمود الممدد

ولما شكت أسيافهم حر ظمئها ... سقوها دماء من نحور وأكبد

وقد علم العجم العرين محصنا ... بأسد كرام لا بصخر وقرمد

فلم ينج منهم غير أمرد ناعم ... يقاد أسيراً كالغزال المقيد

حنانيك يا ابن الاكرمين ألم تكن ... علمت باني طايع غير معتدي


(١) هذا البيت لطرفة بن العبد في معلقته وقد ضمنه الشاعر في قصيدته.
(٢) هذا البيت تضمين لقول طرفة:
اذا مت فانعيني بما انا اهله ... وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
(٣) يشير الى ولدي الممدوح: مراد ولده الاكبر. وتوفي قبل والده باثنتي عشرة سنة وكان عمره يوم وفاته اثنتين وثلاثين سنة وحسين يريد به محمد حسين باشا الذي تولى الموصل وسيترجم له.

<<  <  ج: ص:  >  >>