للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا حق إلا وهو منك مؤيد ... ولا هزل إلا وهو عندك باطل

وأعطيت علما في الأمور وفطنة ... تكل رجال الدهر ما أنت حامل

إذا قال فهو الفصل حكم وحكمة ... وإن سال فهو السيف قاض وفاصل

يداه يد بالبر قد شاع فضلها ... وأخرى حسام للمضلين زايل (١)

وأحيا رسوم العدل بعد اندراسه ... وشيده من بعد ما هو نازل

فحلمك لم يخصص به قوم خالد ... ولكنه للعرب والعجم شامل

بكم بلد الحدباء أصبح عامراً ... وأمحق فيه كل باغ وصائل

فما لصلاح الأمر غيرك صالح ... ولا لنظام الملك غيرك قابل

«فانك شمس والملوك كواكب» ... ولا كوكب إلا لدى الشمس آفل

لكم همم أن ليس يحصى ثناؤها ... يراع وكف الحادثات رسائل

فلا زلت مشكوراً على ألسن الورى ... مدى فلك الدوار للسعد حامل

ولا زلت في الدنيا أميناً معمراً ... وأعطيت أصناف الذي أنت آمل

وممن مدح ذلك الجناب، وتفنن بمديحه في كل باب، حسان بابه، ومداح جنابه. الغلامي محمد (٢)، ذلك الحبر الأمجد، بقوله:

قفانبك من عذراء أخلت مزارها ... على الموصل الحدباء أعهد دراها

تؤجج ناراً للضيافة قومها ... كما أضرمت في مهجة الصب نارها

كعوب من الأعراب في بيت شعرها ... إذا دهمت أعلت بطي شعارها


(١) في الاصول: يداها.
(٢) تقدمت ترجمته في ص ٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>