للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نتيجة الاعصار، وشهاب جميع الأمصار. وسراج الزوايا، ونفائس الخبايا. له الزند القادح، والنسيم الطيب البارح، صاحب الأنفاس القدسية، والملكات الإنسية. فاتح أبواب اللاهوت، معمر آثار ربع الناسوت. جمع الجمع، ونفس البصر والسمع.

فكم ربع به تعمر، وغصن به أورق وأثمر. فأصله ثابت، وفرعه في المكارم نابت. فمعاليه المرفوعة، لا مقطوعة ولا ممنوعة. صاحب الآثار التي ملأت الأقطار. فكم من منبر، بفصاحته أزهر.

وكم من نادي، به حاز الأيادي. فنظمه الزاهر، زينة المحافل والمنابر.

بهرت عيون الناظرين وأبرزت ... حسنا يكاد البرق منه يخطف

فأيامه مواسم، وثغوره بواسم. وقد اثبت من منظوماته الحسنة، ما هو في هذا المجموع حسنة. سقى الله ثراه، وشرف بالغفران ذراه فإنه النيل، الذي لم يتحمل قال وقيل.


- وترجم له المرادي في سلك الدرر (٣: ١٧٠) فقال: «عثمان الخطيب الموصلي الشيخ الصوفي الزاهد العالم الرباني الأوحد، الشاعر البارع، لم يسمع له في عصره بمناظر له في الفضل والبلاغة. حج في سنة سبع واربعين ومائة والف مع الشيخ عبد الله المدرس واجتمع بالاستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي وكتب ديوانه»
«وترجمه صاحب الروض فقال (ونقل من كلامه الى: جمع الجمع، ونفس البصر والسمع.)
ثم ذكر بعض الشعر الذي ذكره صاحب الروض) وقال بعد ذلك «وكانت وفاته سنة اربع وأربعين ومائة والف، عن ثمان وخمسين سنة».
ويلاحظ ان فيما جاء في كتاب المرادي عن السنة التي حج فيها وهما. فسنة وفاته في سلك الدرر أو فيما ذكره صاحب المنهل سابقة لسنة سبع واربعين ومائة والف كما أن الشيخ عبد الغني النابلسي قد توفي سنة ثلاث واربعين ومائة والف. ويغلب على الظن انه حج سنة سبع وثلاثين ومائة والف فأخطأ ناسخ كتاب المرادي وكتبها سنة سبع وأربعين.
وترجم له صاحب الشمامة (١٣٥ - ١٤٢) وذكر نماذج من شعره منها القصيدة التي ذكرها صاحب الروض في مدح النبي زكريا (ع) وقصيدة لامية في رثاء الحسين (ع) ذكر بعضها صاحب المنهل واخرى ميمية يمدح بها السيد احمد ذا اللثامين مطلعها
يا أخا العذل كف عني الملاما ... واهد غيري وخلني مستهاما

<<  <  ج: ص:  >  >>