للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريد المغوار، الوحيد المقدار، والسحاب المتقاطر الزخار.

شرف عنوان الأدب، إحسان مملكة العرب، دهمة الزمان، الراجح في ميزان الامتحان. قلائد الأعناق، محاسن الأحداق، هلال الأدب في جميع الآفاق، الشامخ العلم، والراسخ القدم. صاحب الإعجاز، والإطناب والإيجاز.

دعا دعوة فوق الصفا فأجابه ... قطوف من الفج العميق وراسم (١)

فهو المجد الأسنى، وحسنة الدهر الحسنى، ذو الفطنة والنباهة، والمعجز البليغ في البداهة. جامع الفضائل، غرة وجوه الأماثل ابن سينا زمانه، وداود عصره وأوانه. لو أبصره صاحب إشارات الشفا لأقسم بالنبي الهاشمي المصطفى، أنه العقد الانضد، والفريد الأوحد، وبدر سماء السها والفرقد. الذي لم ينتج الدهر بمثله من أديب، وأنه الآخذ من المعالي بكل نصيب. له بكل مقام مقال، وبكل جيد عقود ولآل.

ولو أني أنثر ما يستحق ... نثرت عليه عقود الفلك

له رسائل بكل فن، فاق فيها أبناء العصر والزمن. رحمه الله تعالى، كم من يد له علينا، وكم مزنة من سحاب فضله هطلت علينا. كان يحبني الحب الشديد، ويوادني بما لا عليه مزيد وكنت كثير الأمراض، ولم أخل من تداخل الأعراض. وكان يلازمني أتم الملازمة، ويعالجني بالمفاكهة والمنادمة. فيبرئ أمراضي بأنفاسه العيسوية، ويقذفني من بحر الأمراض بآياته الموسوية.

جزاه الله عنا وكافاه، وغمره بسيول رحمته ووافاه.


(١) في الاصول: قطوب والقطوب الاسد ولا معنى له هنا. وفضلنا قطوف وهو الضيق المشي. والراسم الذي يؤثر في الأرض عند المشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>