من المعارف ألبسة أثواب جداد ..
ورقى إلى هام الكمال فسره ... وتنقل الجوزاء في أبانه
وغدت نجوم الليل ترقب ضوءه ... فكأن بدر التم من إخوانه
له في كل كمال أثر، وأرى أن للدهر في هذا الأديب نظر.
له كوامن أدب بين الضلوع يعبق منها أنواع الكمال ويضوع. قد أثبت من شعره ما ينعش الخاطر، ويفصص تيجان المصحف والدفاتر.
فمن شعره قوله مصدرا ومعجزا:
أتراني عن حبكم أتسلى ... وسنا برقكم علي تجلى
كذبت عذلي بنقل سلوي ... لا قضى ذاك قط حاشا وكلا
كيف صبري عنكم وقد اصبح ... القلب رهينا لديكم مستقلا
وفؤادي منذ بنتم عنه أمسى ... لكم منزلا وأضحى محلا
إن وصلتم فمعدن الجود أنتم ... ولكم منهل من الشهد أحلى
أو صفحتم فأنتم أهل بدر ... أو أخذتم بحقكم كان عدلا
نظرت عيني الهلال فقالت ... يا جبالي دكي فبدري تجلى
ثم مالت نحو الفؤاد وقالت ... مدنف أنت أم تعللت جهلا
قلت مهلا فلي حديث عجيب ... صرت عبدا من بعد ما كنت مولى
وغرامي بحب أحور طرف ... صار جدا من بعد ما كان هزلا
كان لي سيدا يقود زمامي ... وبه عند وحشتي أتسلى
جاد لي باللقا فلما سباني ... أخذ القلب والفؤاد وولى