ومنها:
أفي الحق أني كلما رمت رتبة ... تعرض قومي دون ما أنا اطلب
يريدون لي الأمر الذي لا أريده ... ويأبون لي ما فيه أسعى وأنصب
يؤمون بي أدنى الحضيض وهمتي ... إلى حيث أفراد الكواكب تذهب
فلو كانت الأخلاق تحوى وراثة ... ولو كانت الأهواء لا تتشعب
لأصبح كل الناس قد ضمهم هوى ... كما أن كل الناس قد ضمهم أب
ولكنها الأقدار كل ميسر ... لما هو مخلوق له ومقرب
ويقول بعدها:
سيبدو لمن فارقت أي ذخيرة ... أضاع إذا ما كان يوم عصبصب
ويعلم من يمسي ويضحي مهذبا ... رويته أي الرجال المهذب
ومن يحسب الاكداء ضربة لازب ... علي فإني غير ذلك أحسب
تنفس محرورا وسار لطية ... سيصدر عنها غانما أو يجنب
وأن جمعتنا الدار يوما فربما ... وأن يكن الأخرى فكاسا سنشرب
وللكاس خير من حياة مهينة ... يعذبني فيها المهين المعذب
وكنت أرى أني أزين عشيرتي ... فإن شنتهم فالصرم أولى وأوجب
ففي الأرض عن دار القلا متحول ... وللحر مرعى حيث كان ومشرب
وأن أنا أحسنت الزمان بأسره ... تجاوز عن ذكري مقل ومسهب
فتعس ونحس عند كل إساءة ... وليس لدى الاحسان أهل ومرحب
تقضمني من لوحوى الماء شخصه ... لا عرضت عنه والصدى يتلهب
وما زال بي إقصاؤه واطراحه ... وإبعاده والمرء حيث يرتب
«إلى أن تحامتني العشيرة كلها» ... وجانبني منهم قريب وأجنب