للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضا من أخرى:

ولرب ليل خلت بدر سمائه ... تاجا وعالية المجرة مفرقا (١)

وخرقت جلباب الدجى بيد السرى ... حتى أثرت له الصدوح الافرقا

وبدا الصباح مرنحا فكأنه ... نشوان قارب أن يفيق ويفرقا

وطويت ماء الدحرضين ولم أكن ... أرد البكيء مصردا ومرنقا (٢)

وقربت ماء العيش ماء متالع ... فشربته وسقيت قلبي الانيقا

ورأيت صبح الملك من أفق العلى ... متبلجا وسناءه متألقا

ولأبي سعيد الرستمي من قصيدة طويلة: (٣)

تبدت مع الأتراب تدعو على النوى ... وإن لم يكن في الغانيات لها ترب

تسيل على الخد الأسيل دموعها ... وصب دموع العين يروى بها الصب

وقد وكلت إحدى يديها بقلبها ... مخافة أن يرفض من صدرها القلب

وعضت بدر الثغر فضة معصم ... يكاد يثنيه من الذهب القلب

وكادت تحط الرحل لولا عزيمتي ... قسي جفون العين أسهمها الهدب

وقائلة أذرت مع الكحل دمعها ... وجيهية قب ومهرية نجب (٤)


(١) الصدوح: الصياح الصيت. والافرق صفة للديك يقال ديك أفرق: عرفه مفروق.
(٢) في الاصول ماء الدحضرين وهو خطأ وصوابه ماء الدحرضين. والدحرض ووسيع ماء ان وثناهما عنترة ابن شداد فقال: شربت بماء الدحرضين. والبكيء: الناقة قل لبنها والمصرد: الماء القليل الذي لا يبلغ الري. والمرنق: المكدر.
(٣) هو محمد بن محمد الرستمي. سبقت ترجمته في حاشية ص ٢٣٥ ج ١.
(٤) الوجيهية ذات الحدبتين. القب جمع القباء وهي الدقيقة الخصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>